عبدالعزيز علي السويد - جريدة المدينة

عدد القراءات: 1168

أَعْلن مركز الإحصاءات والمعلومات السعودي أن معدل البطالة في صفوف الشباب السعودي ذكورًا وإناثًا صعد إلى مستوى 43.2% للأعمار ما بين 20 و24 عامًا خلال عام 2009. وذكرت دراسة للمركز أن البطالة بين السعوديين بشكل عام ارتفعت العام الماضي إلى مستوى 10.5% من مستوى 10% الذي سجل في العام 2008. ويأتي ارتفاع البطالة رغم اعتماد الحكومة لإجراءات تهدف إلى سعودة الوظائف، وتقليل الاعتماد على الأيدي العاملة الأجنبية. كما أشارت الدراسة إلى أن عدد العاطلين عن العمل من السعوديين قد بلغ العام الماضي 448547 عاطلاً أي بزيادة 32197 شخصًا عن العام الذي سبقه. ووصل معدل البطالة بين الرجال 6.9% مقارنة مع 6.8% في العام 2008، في حين سجل في صفوف النساء 28.4% العام الماضي ارتفاعًا من مستوى 26.9% الذي سجل في 2008. وينتظر أكثر من 400 ألف سعودي هم العدد التقديري للعاطلين عن العمل في المملكة للوقت الذي يصدر فيه مجلس الشورى توصيته في شأن آلية تتيح لهم الحصول على إعانة من الدولة بحدود ثلاثة آلاف ريال شهريًّا، بحسب ما قالت مصادر وثيقة الصلة بالمجلس وهو المقترح الذي تقدم به العضو سالم المري في أيار (مايو) الماضي. وتشير المعلومات إلى أن فرص إقراره ضئيلة للغاية. وأكد المتحدث باسم مجلس الشورى الدكتور محمد المهنا لـجريدة «الحياة» اللندنية، أن الموضوع أحيل إلى لجنة الأنظمة والإدارة التابعة للمجلس لدرسه، وأخذ آراء المعنيين وذوي الاختصاص في الجهات ذات الصلة، وأشار إلى أن دراسة حول المقترح من الجوانب كافة ستقدم، ومن ثم سترفع للهيئة العامة للمجلس لإدراجها ضمن جدول الأعمال ومناقشتها، وهي الجهة المختصة لتحديد الوقت الذي يدرج فيه المقترح من أجل التصويت عليه. ولم يحدد المهنا الوقت المحتمل لمناقشة المقترح، ولكنه ألمح إلى أنه لن يناقش بعد إجازة عيد الفطر مباشرة. وتشير إحصاءات وزارة العمل إلى أن 142 ألفًا تقدموا إلى وظائف في مكاتب الوزارة. ولا يشمل الإحصاء من تقدموا إلى وظائف عن طريق وزارة الخدمة المدنية، ولا الذين تقدموا إلى الوزارات مباشرة طالبين توظيفهم. ويرى مؤيدون أن من شأن رواتب العاطلين أن تعينهم على صعاب المعيشة، وأنها ستكون قليلة، ولن تغني عن البحث عن عمل، فيما يرى معارضون أن هذا الراتب سيزيد العاطلين خمولاً، ويقتل فيهم الرغبة في العمل ما دام ثمة دخل مضمون، وإن يكن قليلاً. العاطلون عن العمل رجالاً ونساءً، قنابل موقوتة، إنهم عيال على المجتمع ، ولأنهم بدون إنتاجية، وبدون عمل، يعني أنهم أسرى الهواجس والظنون السوداء، والمنزلقات الخطرة على أنفسهم وأهليهم ومجتمعهم، فإن كان الشباب والفراغ والجدة (المال) مفسدة للمرء أي مفسدة، فإن الفراغ وعدم العمل مع ضيق ذات اليد، أشد فتكًا بالمرء، وإفسادًا لقيمه وأخلاقه. الإرهابيون كانوا أسرى فكر ضال، فكانت النتائج مدمرة، والعاطلون أسرى الاحتياج الفعلي لقيمة الحياة، وقيمة العمل، وقيمة المشاركة في البناء الاجتماعي، فماذا تفعل الأيام والكوابيس والخواطر المزعجة والكآبة بشاب أو شابة تخرّجا من الجامعة، وانتظرا طويلاً إيجاد فرص عمل يعيشون عالة على أسرهم، إنهم بنظر الناس خائبون، هذا الشعور لابد أن يجد متنفسًا، وهنا يقبع الشيطان في انتظار شرارة اتلاف نفس شابة، وروح طموح، توّاقة للعمل والإنتاج من أجل مستقبل آمن. في الدول الفقيرة قد تعذر الحكومات، عن توفير فرص العمل للعاطلين، لكن في الدول الغنية، يعتبر ارتفاع نسبة البطالة سوءًا في التخطيط الإستراتيجي لموارد التنمية البشرية والمشروعات، ما لم نلح في سرعة إيجاد فرص عمل، فزيدوا عدد السجون ومستشفيات الصحة النفسية، فالبطالة أكثر شراسة وخطرًا من الأمراض والأوبئة، وأزيد ضررًا من المخدرات على المجتمع، إن الشباب العاطل ألغام مدفونة في بيوتنا وشوارعنا.

المصدر : جريدة المدينة -