عبدالله باجبير - جريدة الاقتصادية

عدد القراءات: 1930

يعيش المجتمع السعودي حالة من الجدل الاجتماعي والشرعي والحقوقي حول زواج القاصرات وآثاره .. خصوصاً بعد تعدد حالات زواج قاصرات من رجال في أعمار آبائهن وأجدادهن.

الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان أطلقت من خلال موقعها الإلكتروني استفتاء جماهيرياً لإشراك الرأي العام الشعبي في تقرير مصير وحسم القضايا الجدلية المهمة المتعلقة بالحياة اليومية .. وذلك بالتزامن مع الجدل المتواصل حول إمكان وضع حد أدنى لسن الزواج بـ 18 سنة.

وللعلم بالشيء “الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان” هي جمعية ترتبط مباشرة بخادم الحرمين الشريفين وتمارس دوراً مهماً في حماية حقوق الإنسان في “السعودية” وفق الأنظمة والقوانين العالمية .. والجمعية طلبت من زوار موقعها المشاركة بالرأي في النقاش حول القضية من خلال الإجابة عن ثلاثة أسئلة هي: ما سبب انتشار هذه الظاهرة في “السعودية”؟! .. برأيك ما هي الأضرار النفسية والاجتماعية والصحية الناتجة من هذه الظاهرة؟! .. ما هي السن المناسبة للزواج بالنسبة للذكر والأنثى؟!

الاستفتاء يعتبر بادرة موفقة وبذرة صالحة لإشراك الرأي العام في هذه القضية الشائكة .. كما يعد خطوة مهمة للبدء في سن قوانين منظمة لزواج الفتيات .. وتقديم اقتراحات إلى الجهات المختصة .. خصوصاً بعد انتشار حالات زواج الصغيرات في المملكة .. وما أثاره بعضها من خلافات دينية وحقوقية عند شريحة واسعة من المواطنين .. وتأتي أهمية ذلك في ظل توقيع ومصادقة المملكة على اتفاقية حقوق الطفل عام 1996، التي حددت سن الطفولة بـ 18 عاماً. علماً بأن هذا العمر غير معتمد في المحاكم السعودية التي تحدد سن البلوغ بـ 15.

الكارثة أن حالات زواج القاصرات أصبحت أشبه بالصفقة بين الأب والزوج الثمانيني .. مثل حالة طفلة “القصيم” البالغة من العمر 12 عاماً .. زوّجها والدها برجل تجاوز الـ 80 بمهر قدره 85 ألف ريال .. وأكد الزوج حينها أن والد الطفلة هو من عرضها عليه!! وكأنها سلعة تباع وتشترى ..!! وحكاية أخرى خاصة بفتاة مدينة “صبيا” في “جازان” إذ أسدل الستار عليها أخيراً .. بتبرع فاعل خير من “جدة” بمبلغ 17 ألف ريال باسم الزوج الثمانيني الذي اشترط إرجاع المبلغ الذي دفعه صداقاً لزواجه مقابل الطلاق وتسلم الزوج المبلغ في محكمة “صبيا” ورمى على الطفلة يمين الطلاق.

حكايات تثير الحنق والغضب والاستفزاز لا بد من وقفة نطالب فيها إلى جانب الحقوقيين والعلماء بالتصدي لهذا الزواج ونمنع إجبارهن على الزواج .. ونحذر من الآثار السلبية، والتشديد على ضرورة وضع أنظمة وقوانين تضع حداً أدنى لسن الزواج .. استفتاء رائع .. أرجوكم شاركونا الرأي!!

المصدر : جريدة الاقتصادية -