جهودٌ رسميةٌ وشعبيةٌ تحاصر البطالة في السعودية
د. صالح بكر الطيار - جريدة المدينة
قضية البطالة مشكلة حقيقية , تؤرق كلَّ مجتمع يصبو لوضع قدم بين دول العالم المتحضر ,ويسعى لإيجاد موقع مرموق على خارطة البلاد التي بلغت شعوبها حداً من السعادة والرفاهية , وتلك غاية لا تُنال إلا بعزيمة وإصرار جميع الجهات المعنية بأمر استئصال مشكلة البطالة , هذا ما تفهمه حكومتنا الرشيدة , باعتبار أن البطالة قضيتها الكبرى وهاجسها الأول , فجمعت أطرافها وحزمت أمرها على الصعيدين (الرسمي والشعبي) وكثفت الجهود الرامية للقضاء عليها تماماً , لتنطلق مسيرة المكافحة بطريقة مدروسة وفق توجيهات قيادتنا الرشيدة بقيادة حادي الركب الملك المفدى والقائد الحكيم عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله وسدد على طريق الخير خطاه , فكلما أنجز عهده الرشيد خدمة جليلة تصب في مصلحة المواطن , نقَّب العهدُ الميمون عن إنجاز آخر يسعد العباد ويسهم في نهضة البلاد اقتصادياً واجتماعياً , فكل أمرٍ ملكي تعقبه توجيهات للجهات المعنية بالتنفيذ ,وهكذا فإن الشغل الشاغل والهم الحالي لحكومتنا الرشيدة , يتمثل في مكافحة البطالة ومحاربة أسباب الفقر , فالبطالة تصنع الفقر وهما صنوان يعد استئصالهما واجباً وطنياً ,فيما تبدو ثمرات النجاح اليانعة مبشرة بسلامة الخطة , من خلال الحملة التصحيحية التعاونية بين وزارتي العمل والداخلية , حيث أسفرت تلك الحملة الناجحة عن توظيف أكثر من (250) ألف سعودي من الجنسين , كما تشير آخر الإحصائيات إلى تناقص نسبة مستوى البطالة إلى 6,1% , وهذا يعني أننا ماضون في الطريق الصحيح , وسندرك بمشيئة الله الهدف المنشود . وهنالك استبيان أطلقته وزارة العمل السعودية , استطلع آراء القوى العاملة عن مؤشرات سوق العمل بالبلاد يشتمل على محاور تكشف التحديات التي تواجه القوى العاملة , وتعين الوزارة لوضع الخطة المناسبة ومن ثم إيجاد الحلول الناجعة , التي تسفر عن الدراسات الميدانية للوزارة للوقوف على احتياجات السوق الفعلية , ومعرفة المهن الملائمة لميول الشباب السعودي , كما أن إحصاءات الوزارة المتعلقة ببرنامج نطاقات قد نتج عنها تضاعف معدل التوطين من 7% قبل البرنامج إلى 15,1% بعد البرنامج , فيما انخفض معدل البطالة العام من 12,4% قبل نطاقات إلى 11,7 بعده في الربع الثالث من عام 2013م .
هذا وسيتصدر موضوع البطالة أوراق العمل المطروحة وسيكون حاضراً بمشيئة الله , ضمن أهم قضايا فعاليات منتدى جدة الاقتصادي , الذي يعقد كل عام بمدينة جدة لمناقشة القضايا الاقتصادية في العالم والشرق الأوسط , ويؤمه عادة كثير من الشخصيات البارزة من قادة وخبراء اقتصاديين عالميين وسعوديين , وسيستعرض المنتدى الخطط والدراسات التي تستهدف مواجهة التحديات المتصلة بالبطالة لإيجاد العلاج الناجع لها , أبرزها آليات استدامة الآلاف من فرص العمل المطلوب توفرها سنوياً في المملكة , استعداداً للأعداد الهائلة من الخريجين القادمين بآمالهم العريضة وطموحاتهم الكبيرة لبناء مستقبلهم وخدمة وطنهم , ويبدو أن الحكومة الرشيدة لم تغفل ذلك , فقد نشرت صحيفة عكاظ في عددها رقم (17324) معلومة مفادها أن المنتدى سيناقش إمكانية إشغال (15) مليون وظيفة خلال عشر سنوات , فما دامت جهود المخلصين الصادقة مستمرة بصبر وإيمان وعزيمة لا تلين , يكون الطريق إلى بلوغ الغايات معبَّداً وممهداً , والوصول إلى الهدف المنشود ممكناً وقريباً, الجدير بالذكر أن سياسات وزارة العمل للحد من البطالة تدور حول المحاور الآتية :
( مواءمة مخرجات التعليم بما يناسب متطلبات سوق العمل – مراجعة الإنفاق الحكومي وربطه بالتوطين – مراجعة سياسات الدعم الحكومي – تطوير آليات دعم المنشآت الصغيرة – بناء قاعدة معلومات للباحثين عن العمل – بناء شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص ). هكذا تعمل الوزارة على استكمال الحوار الاجتماعي بين الأطراف الثلاثة (الحكومة والقطاع الخاص والعمال) وعليه فليطمئن الجميع أن العمل جاد ومنظم وسيؤتي أكله قريباً لاستئصال مشكلة البطالة نهائياً بإذن الله .
المصدر : جريدة المدينة - 9 ربيع الثاني الموافق 9 فبراير 2014م