عبدالله الخطابي - جريدة المدينة

عدد القراءات: 1143

«للأسف» لايزال البعض حتى الآن يحسب أن الحريات والحقوق لدينا أمة الإسلام بشكل عام، وبلادنا بشكل خاص بدأت عندما تنادى بها الشرق والغرب في الوقت الحاضر، ونسي هؤلاء البعض أنها ترسّخت لدينا منذ بزوغ فجر الإسلام الحنيف، مبعث نبي الحرية والحق محمد عليه الصلاة والسلام، وهذه الحريات والحقوق عندنا ليست ترفًا إنّما هي أمر شرعي أمرنا بها ديننا الحنيف، فالحريات والحقوق لدينا مصدرها تشريعنا الإسلامي وهي لم تقتصر على الآدميين بل شملت كل ما خلق الله تعالى من حيوان وطائر وحشرات ونباتات وبيئة بل كل شيء ولو تتبعنا ذلك في الكتاب الكريم والسنة المطهرة، وما جاء عن السلف الصالح والائمة المهديين لوجدنا الكثير من المواقف والتعاملات والنصوص في هذا الشأن.

أمّا عند من تنادوا بها مؤخرًا، لو عادت عجلت التاريخ إلى الخلف ونظرنا في تاريخهم وكيف كانت تلك الحريات والحقوق لديهم وخاصة لمن ليس من أبناء جلدتهم ولا يحمل ملامح بشرتهم أو لغتهم لوجدنا العجب العجاب، كذلك لنسألهم أو ليسألوا أنفسهم، كيف قامت بلدانهم وحضاراتهم؟! وبعرق وجهد ودماء من؟! وإلا طويت أو نسيت تلك الصفحات من انتهاك للحريات وحقوق الإنسان والتفرقة العنصرية؟! وأول من أمر بالحريات والحقوق الدين الإسلامي، قال تعالى «يا أيّها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير» وقال رسول الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام «يا أيُّها الناس إنما أنا رحمة مهداة».

 والمملكة العربية السعودية وحكمها القائم منذ تأسيسها على الإسلام هي أول من يطبق بحق وصدق أكمل واشمل الحريات وحقوق الانسان في كل شيء، واقعًا يتمتع به كل من يعيش على أرضها الطيبة، أكان ذلك من مواطنيها او ممن وفد اليها أيًّا كان بلده ودينه ولونه ولغته أو عرقه، واقعًا ممارسًا على أرضها كما يشهد بذلك الهيئات والمنابر والمؤتمرات والتجمعات العالمية والتي من خلالها تترسخ مواقف بلادنا الصادقة في تطبيقها ودعمها للحريات والحقوق، ويتمثل ذلك فيما تطبقه على أرض الواقع وفي مواقفها وخطاباتها الرسمية وبذلها السخي في سبيل ذلك. رغم ما يروجه ويشيعه ويدعيه حساد وأعداء هذه البلاد والحاقدين عليها ومن لا يعلم حقيقتها أو من لهم أغراض مشبوهة يريدون تحقيقها من خلال هذه الأباطيل والتي لا تلبث أن يكشف زيفها وكذبها الله والمخلصين من أبناء هذا الوطن وأهل الاختصاص أفرادًا وجماعات ومنظمات من جهات مختلفه إسلامية وعربية وعالمية، حفظ الله بلادنا وقيادتها وشعبها وزادها ثباتًا في تطبيق ونصرة ومؤازرة ودعم الحريات والحقوق في الداخل والخارج، والله المستعان.

المصدر : جريدة المدينة - الخميس 19 جمادى الاولى 1435 -20 مارس 2014 م