احمد بن جزاء العوفي - جريدة المدينة

عدد القراءات: 1139

تتجلى قيمة الإنسان في عطائه، وفيما يقدمه للآخرين، بعيدًا عن الرياء، والسمعة، وحب الظهور، والسعي خلف ملذات، وأهداف خاصة، فعندما يسخر الإنسان كل إمكاناته، وطاقاته، لمساعدة الآخرين، والوقوف معهم، ليعطي بلا كلل، ولا ملل، عطاء غير محدود، بدون انتظار لمقابل مادي، أو معنوي، وإن كان ذلك من حقه فالحق سبحانه وتعالى يقول: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ.. الآية) يدفعه لذلك، صفاء النفس، ونقاء السريرة، وحب الخير، والإحسان إلى الغير، رغبة في رضا المولى جل في علاه، وتخلقًا بأخلاق الإسلام الحق، وتمسكًا بالعادات، والتقاليد الأصيلة، فحينها يسمو إلى المعالي شامخًا، ليهنأ بسعادة، وراحة لا يجدها غيره. خلال الأسبوع الماضي تعرفت على ثلاث فرق تطوعية، تنوعت في عطائها، وإن توحدت في أهدافها، ففي (إثراء المعرفة) الذي أقامته أرامكو السعودية في متنزه الملك عبدالله البيئي بالأحساء، كان لـ(600) متطوع كلمتهم، وأثرهم في إخراج هذا البرنامج بصورة غاية في الجمال، والتنظيم. وفي الجبيل انطلق فريق (الجبيل التطوعي للطوارئ JUBAIL911) وبتنسيق، وتنظيم عالي، للبحث عن طفل مفقود لا تربطهم به صلة، أو قرابة لأحد منهم، وإنما هو استشعارهم لمفهوم التكافل الذي رسخه الإسلام في نفوسهم، منطلقين من قوله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة) وقوله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا”. أما على صعيد بناتنا فقد كان لفريق (حكاية عطاء التطوعي) الذي أنشأته مجموعة من طالبات ثانوية الأبناء للبنات بقاعدة الملك عبدالعزيز البحرية حكاية أخرى نابعة من مسؤوليتهن المجتمعية، وقناعتهن التامة بأنه (لا يستحق الحياة من عاش لنفسه فقط). إنه المتطوع، الذي نبذ الأنانية، وحب الذات، وبادر إلى العطاء، مستشعرًا حق مجتمعه وقضاياه، مستقطعًا ذلك من وقته، وجهده، فشكرا بحجم السماء لكل هؤلاء، ولكل من حذا حذوهم، وسار على نهجهم.

المصدر : جريدة المدينة - 27جمادى الاخر الموافق 27 ابريل 2014م