د. مازن عبد الرزاق بليلة - جريدة المدينة

عدد القراءات: 1215

للحوار بقية

حقوق الكبار
القارئ المميز فضيلة الشيخ محمد صالح الشيخ، يتابع ما أكتبه هنا، وقد تفضل عليّ برسالة يوضح فيها هموم المتقاعدين، ما بين ضعف الراتب، الذي يأتيهم بشح من مصلحة المعاشات، وابتعاد الأصحاب، وفراغ الوقت، وزيادة أعباء التضخم بلا رحمة، ووضع عدة مقترحات لمساعدتهم، وهو شعور نبيل من شخص نبيل.
يقول فضيلة الشيخ إن كثيراً من الإخوة الموظفين بعد أن أفنوا زهرة شبابهم في خدمة الدولة، أيدها الله، وبعد أن يتم إحالتهم للتقاعد تراهم في حالة من البؤس وخاصة الذين لا يملكون سكناً، لهم ولعائلاتهم، ويتقاضون راتباً يتراوح بين 2000-5000 ريال، وبعد ذلك إذا توفاه الله يحرم الأبناء والبنات من الراتب، إستناداً إلى نظام التقاعد الذي مضى على صدوره ثلث قرن، واقترح فضيلته، استمرار الراتب للورثة، وحصول المتقاعدين على مميزات تجعلهم مرتاحين من الغلاء، مثل التأمين الطبي، وتخفيض تذاكر الطيران، وتسهيلات عند مراجعتهم الدوائر الحكومية.
ما يطالب به فضيلة الشيخ، حق من حقوق كبار السن، تكفله جميع دساتير الدول المتقدمة، والآسيوية، إلاّ نحن ليس لدينا تمييز لهذه الفئة! ولا أية اعتبارات خاصة، بل للأسف غالباً ما يُنظر لهم بازدراء، وبر الوالدين لا يعني حرمانهما من حقوقهما العامة، التي هم أحوج ما يكونون لها، هناك يسمونهم (سينيور سيتيزن)، أي الكبار، ليس في السن فقط، بل في القدر، والمقام، لذلك يكفل لهم الدستور حزمة من الفوائد، والتسهيلات، والأفضلية،استناداً إلى أنهم أحوج فئات المجتمع للرعاية، تشمل خصومات مجزية، في الخدمات الحكومية، من كهرباء، وماء، وتصل لركوب المواصلات العامة مجاناً، ولهم تسهيلات بنكية للحصول على السكن، وأولية في العلاج المتخصص، ورعاية صحية ممتدة حتى بيوتهم.
على مجلس الشورى الموقر، عند اقتراح، أو تعديل، أية نظام أن يضع في اعتباره، تخصيص بنود، أو مواد، تتعلق بحقوق كبار السن، وتعطيهم نوعاً من الأفضلية، والتمييز، بحيث تصبح كل أنظمتنا لها حساسية ذاتية لشريحة غالية.
#للحوار_بقية
يقول جون كينيدي: زيادة العمر لكبار السن، فرصة للاستفادة من مهاراتهم وخبراتهم، لايكفي للأمة العظيمة أن تضيف سنوات من العمر لمواطنيها، بل يجب أن تضيف لهذه السنين مزيداً من الحياة.

المصدر : جريدة المدينة - يوم الخميس ٢٣ رجب ١٤٣٥هـ الموافق ٢٢ مايو ٢٠١٤م