مقياس التعليم العربي
أ.د. سالم بن أحمد سحاب - جريدة المدينة
ملح وسكر
في بيئتنا العربية المجيدة هناك تصنيفان للمنظمات الدولية المعنية بإصدار التقارير الدولية المختلفة عن الأوضاع العربية مثل التعليم والاقتصاد والسياسة والرياضة وغيرها. طبعاً بالنسبة لنا هناك تنظيمات دولية حاقدة لا تساوي تقاريرها الحبر الذي كُتبت به، وعادة ما يكون وراءها صهاينة سفلة ومنافقون كفرة وأعداء فجرة، ولا مزيد من التعليق!!
وهناك في المقابل منظمات دولية نحتفي بتقاريرها ونسعد بأقوالها ونهش ونبش لمسؤوليها عندما تنطبق قراءاتهم مع قراءاتنا، وآراؤهم مع آرائنا وأحلامهم مع أحلامنا. أما لو حدث أن جالت بهم الشياطين وانحرفوا في عام مقبل عن القول المبين، فإنهم حتماً سيلحقون بتصنيف اليهود الفاسقين والأعداء المنحرفين.
ودعونا من هؤلاء وهؤلاء، ولنلق نظرة محايدة واسعة من حجم (ماكرو) على التقرير الذي نشرته المؤسسة البحثية الأمريكية الشهيرة بروكنجز (التي عادة ما تقع تقاريرها السياسية تحديداً تحت أحد التصنيفين أعلاه) عن حالة التعليم العام في العالم العربي، والذي أطلقت عليه مسمى: (مقياس التعليم في العالم العربي).
بداية يستخدم المقياس أحدث البيانات المتاحة خلال الفترة من عام 2001 إلى 2012 م، مع أنه (حسب المنظمة) لا تُوجد دولة عربية لديها بيانات لجميع المؤشرات القياسية الدولية، وعددها 8 مؤشرات منها مثلاً التسرب من المدارس ونتائج التعليم القياسية في المراحل الدراسية.
التقرير مطول ومتشعب بالتأكيد، لكن من أهم ما جاء فيه، هو غياب آليات تقييم مهارات القراءة والكتابة والحساب في المرحلتين الابتدائية والإعدادية. وهذه في بلادنا في طريقها إلى الحضور القوي بفضل الاختبارات القياسية التي ستشرف عليها هيئة تطوير التعليم والتي ربما ظهرت بعض نتائجها، وهي غير جيدة عموماً.
الأمر الآخر هو العجز الواضح لدى أبناء وبنات العالم العربي في المهارات الأساسية التي تُعد من الضروريات الحتمية للحصول على عمل مناسب براتب يكفي لسد الاحتياجات اليومية الأساسية لصاحب العمل.
وأما الحلول فقد تركزت في 5 نقاط، منها الاستثمار الذكي في التعليم المبكر، وجودة المعلمين، وتوفير البيئة الاجتماعية والاستقرار السياسي، ومشاركة القطاع الخاص وتوفير البيانات الممنهجة وتوظيفها لقياس مدى تحسن التعليم والتعلم.
هل يبدو المشوار طويلاً جداً! ربما!
المصدر : جريدة المدينة - يوم الاربعاء ٦ شعبان ١٤٣٥هـ الموافق ٤ يونيو ٢٠١٤م