العنف الأسري
عبدالله فراج الشريف - جريدة المدينة
عدد القراءات: 1272
مهما كانت الأسباب الأخرى لهذا العنف، إلا أن البعد عن الدين هو أهم الأسباب، وعدم فهمه الفهم الصحيح هو ما يورط المسلم في مخالفة أحكام ربه
إن أخبار هذا العنف الأسري، الذي يحدث بين الأزواج، وبين الآباء وأبنائهم، وبين الأولياء ومن ولاهم الله أمره في اليتامى، وبين هؤلاء وما يضاف إلى أسرهم من خدم تفزع كل مؤمن يعلم أن العنف ما دخل شيئًا إلا شانه، أليس سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه)، والعنف في الغالب لا يفعله إلا ظالم لنفسه ظالم لغيره، وربنا عز وجل حرم الظلم على نفسه وأمرنا ألا نتظالم.
وإنما نشأت الأسرة في الإسلام لتكون سكنًا للزوجين تجمعهما المودة والرحمة حيث يقول ربنا في محكم كتابه (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)، والأصل أن يتعاونا لا أن يتخذ كل منهما صاحبه عدوًا، يحاول الإضرار به ما أمكنه ذلك.
وقدوة الأزواج سيدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأزواجه أمهات المؤمنين، تروي أمنا عائشة رضي الله عنها فتقول (ما ضرب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خادمًا له ولا امرأة له قط، ولا ضرب بيده شيئًا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله).
ومن اطلع على سيرته عليه الصلاة والسلام في بيوت أزواجه عرف كيف تسود المودة والرحمة بين الأزواج، وكيف يتعاملون بخير الأخلاق وأفضل أنواع السلوك.
وصلاح الزوجين ولا شك، ومراعاة كل منهما لحق الآخر عليه، يجنب الأسرة الكثير من المخاطر، حيث يأمن كل منهما لصاحبه، ويسعى ما أمكنه لإسعاده، فينشأ الأبناء بينهما وهم يرون ما يربط بين أبويهما من محبة ومودة، وسعى كل منهما لإرضاء الآخر، فينشأون النشأة السوية التي تجعل منهم أفرادًا سعداء ومواطنين صالحين، وأزواجًا في المستقبل إن لم يكونوا مثاليين فهم من خير الأزواج سلوكًا وتعايشًا.
بل ينشأ بين الأبناء أيضًا حب يجعلهم متوادين، يرحم بعضهم بعضًا، وكل منهم يضحي من أجل أخيه، فالأسرة السعيدة يتخرج منها مواطنون سعداء يتحملون مسؤولياتهم، فالعامل الديني هو العامل الأهم في معرفة ما تكون عليه الأسرة المسلمة، ولو أن مناهجنا التعليمية ومنابر مساجدنا ودعاتنا المتحدثين عبر مختلف وسائل الإعلام، هدفوا إلى تعريف الأفراد إلى واجباتهم داخل الأسرة وما جعل الله من مثوبة للأزواج المتوافقين من الأجر، إذًا لصلح حالهم وانتفى الظلم بينهم، وما للسلوك الحميد من كلا الزوجين من أثر على الأبناء وعلى المجتمع.
فهذا خير من كثير من الموضوعات التي تثار اليوم حول المرأة والعلاقة بين الجنسين والتي تجعل الرجال والنساء متباعدين، ينظر كل منهما الى الآخر النظرة الخاطئة والتي لا تتجاوز الحس والجنس، وألا يعلم الزوجان إلا أحكام ما يفرق بينهما، ولا يتذكر البعض من الحقوق إلا أن للرجل أن يضرب زوجته إن امتنعت عنه في الفراش. وسيدنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول (يعمد أحدكم فيجلد امرأته جلد العبد ولعله يضاجعها في آخر يومه).
ونحن اليوم ولا شك مطالبون بخطة اجتماعية بعد أن رأينا العنف والإيذاء داخل الأسر بلغ أقصى مداه، حتى صرنا نقرأ أخباره في الصحف كل يوم ورأينا المعنفات من النساء تزداد أعدادهن، وكذا الأطفال إناثًا وذكورًا يتعرضون للعنف.
بل وسمعنا وقرأنا عن ألوان من العقوق للوالدين يبلغ إلى الحد الذي يطلق فيه الابن النار على أبيه، وسمعنا عن من يطعن أمه حتى تسلم روحها إلى بارئها.
إن هذا العنف يعني أن من يقومون به قد ابتعدوا عن دينهم، فمهما كانت الأسباب الأخرى لهذا العنف من فقر أو استخدام مخدرات، وإن كان ذلك من الأسباب الرئيسة إلا أن البعد عن الدين هو أهم الأسباب، وعدم فهمه الفهم الصحيح هو ما يورط المسلم في مخالفة أحكام ربه بهذه الجرأة المذمومة، أو هي الوقاحة المستمرة.
لا بد من دراسة هذا العنف، حتى ولو سلمنا أنه لم يبلغ الظاهرة كما يقول البعض، دراسة علمية وميدانية يشارك فيها علماء الشريعة وعلماء النفس والاجتماع، ويشاركهم في ذلك الخبراء الأمنيون حتى نصل إلى جذور هذه الظاهرة التي بدأنا نقرأ ونسمع عنها في مجتمعنا، فقد طفح الكيل، أما ترك الأمور في أعنتها، فإنه سيجعلنا نجد أن هذا العنف قد عمّ الكثير من الأسر.
وأما المخدرات التي أصبحت اليوم منتشرة للحد الذي أصبح الجميع يلمسون خطورتها داخل الأسر فيجب معالجتها بحزم، حتى القضاء التام على المهربين والمروجين والباعة، فبهذا نقضي على العنف داخل أسرنا وفي مجتمعنا، فهل نفعل، هو ما أرجو والله ولي التوفيق.
وإنما نشأت الأسرة في الإسلام لتكون سكنًا للزوجين تجمعهما المودة والرحمة حيث يقول ربنا في محكم كتابه (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)، والأصل أن يتعاونا لا أن يتخذ كل منهما صاحبه عدوًا، يحاول الإضرار به ما أمكنه ذلك.
وقدوة الأزواج سيدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأزواجه أمهات المؤمنين، تروي أمنا عائشة رضي الله عنها فتقول (ما ضرب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خادمًا له ولا امرأة له قط، ولا ضرب بيده شيئًا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله).
ومن اطلع على سيرته عليه الصلاة والسلام في بيوت أزواجه عرف كيف تسود المودة والرحمة بين الأزواج، وكيف يتعاملون بخير الأخلاق وأفضل أنواع السلوك.
وصلاح الزوجين ولا شك، ومراعاة كل منهما لحق الآخر عليه، يجنب الأسرة الكثير من المخاطر، حيث يأمن كل منهما لصاحبه، ويسعى ما أمكنه لإسعاده، فينشأ الأبناء بينهما وهم يرون ما يربط بين أبويهما من محبة ومودة، وسعى كل منهما لإرضاء الآخر، فينشأون النشأة السوية التي تجعل منهم أفرادًا سعداء ومواطنين صالحين، وأزواجًا في المستقبل إن لم يكونوا مثاليين فهم من خير الأزواج سلوكًا وتعايشًا.
بل ينشأ بين الأبناء أيضًا حب يجعلهم متوادين، يرحم بعضهم بعضًا، وكل منهم يضحي من أجل أخيه، فالأسرة السعيدة يتخرج منها مواطنون سعداء يتحملون مسؤولياتهم، فالعامل الديني هو العامل الأهم في معرفة ما تكون عليه الأسرة المسلمة، ولو أن مناهجنا التعليمية ومنابر مساجدنا ودعاتنا المتحدثين عبر مختلف وسائل الإعلام، هدفوا إلى تعريف الأفراد إلى واجباتهم داخل الأسرة وما جعل الله من مثوبة للأزواج المتوافقين من الأجر، إذًا لصلح حالهم وانتفى الظلم بينهم، وما للسلوك الحميد من كلا الزوجين من أثر على الأبناء وعلى المجتمع.
فهذا خير من كثير من الموضوعات التي تثار اليوم حول المرأة والعلاقة بين الجنسين والتي تجعل الرجال والنساء متباعدين، ينظر كل منهما الى الآخر النظرة الخاطئة والتي لا تتجاوز الحس والجنس، وألا يعلم الزوجان إلا أحكام ما يفرق بينهما، ولا يتذكر البعض من الحقوق إلا أن للرجل أن يضرب زوجته إن امتنعت عنه في الفراش. وسيدنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول (يعمد أحدكم فيجلد امرأته جلد العبد ولعله يضاجعها في آخر يومه).
ونحن اليوم ولا شك مطالبون بخطة اجتماعية بعد أن رأينا العنف والإيذاء داخل الأسر بلغ أقصى مداه، حتى صرنا نقرأ أخباره في الصحف كل يوم ورأينا المعنفات من النساء تزداد أعدادهن، وكذا الأطفال إناثًا وذكورًا يتعرضون للعنف.
بل وسمعنا وقرأنا عن ألوان من العقوق للوالدين يبلغ إلى الحد الذي يطلق فيه الابن النار على أبيه، وسمعنا عن من يطعن أمه حتى تسلم روحها إلى بارئها.
إن هذا العنف يعني أن من يقومون به قد ابتعدوا عن دينهم، فمهما كانت الأسباب الأخرى لهذا العنف من فقر أو استخدام مخدرات، وإن كان ذلك من الأسباب الرئيسة إلا أن البعد عن الدين هو أهم الأسباب، وعدم فهمه الفهم الصحيح هو ما يورط المسلم في مخالفة أحكام ربه بهذه الجرأة المذمومة، أو هي الوقاحة المستمرة.
لا بد من دراسة هذا العنف، حتى ولو سلمنا أنه لم يبلغ الظاهرة كما يقول البعض، دراسة علمية وميدانية يشارك فيها علماء الشريعة وعلماء النفس والاجتماع، ويشاركهم في ذلك الخبراء الأمنيون حتى نصل إلى جذور هذه الظاهرة التي بدأنا نقرأ ونسمع عنها في مجتمعنا، فقد طفح الكيل، أما ترك الأمور في أعنتها، فإنه سيجعلنا نجد أن هذا العنف قد عمّ الكثير من الأسر.
وأما المخدرات التي أصبحت اليوم منتشرة للحد الذي أصبح الجميع يلمسون خطورتها داخل الأسر فيجب معالجتها بحزم، حتى القضاء التام على المهربين والمروجين والباعة، فبهذا نقضي على العنف داخل أسرنا وفي مجتمعنا، فهل نفعل، هو ما أرجو والله ولي التوفيق.
المصدر : جريدة المدينة - الاثنين 10/11/2014