قيصر حامد مطاوع - جريدة المدينة

عدد القراءات: 1232
قد لا تكون وزارة الشؤون الاجتماعية من الوزارات التي يطلق عليها “سيادية” كوزارة الداخلية والدفاع وغيرها، ولكنها بالنسبة للفقراء والمساكين والمحتاجين والأيتام وكبار السن وغيرهم تعتبر وزارة سيادية، إن لم تكن أهم الوزارات بالنسبة لهم. فهذه الوزارة هي التي تهتم بهؤلاء، الذين ليس لهم إلا الله تعالى، فهم لا يوجد لديهم أقرباء من علية القوم يلجأون إليهم أو واسطة قوية تقضي لهم حاجاتهم.
ظلت العديد من المشاكل في وزارة الشؤون الاجتماعية في صندوق مغلق لفترة كبيرة لا أحد يعلم عنها إلا من وسائل الإعلام بين فترة وأخرى، مثل الاعتداء على نزيل في دار رعاية أو عدم اعتناء أو سوء نظافة في دار أخرى أو نهرِ مستحقٍ للضمان الاجتماعي وغير ذلك، وما كنا لنعلم عن ذلك لولا أن وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي أعلمتنا بها، وإلا لبقيت هذه الحادثة أو تلك في الصندوق المغلق الخاص بالوزارة. والغريب في الأمر، أن الوزارة كانت تعد بإجراء تحقيق في العديد من الحوادث، ولكننا لم نطلع على نتائج تلك التحقيقات أو الإجراء المتخذ في حق المقصر إلا نادراً، ليتم إغلاق الصندوق مرة أخرى بمن فيه من مساكين وضعفاء وغيرهم وهم يرفعون أيديهم إلى الله بالدعاء، حتى يتم فتحه مرة أخرى بمشكلة جديدة، لتعاد ذات الكرة مرة أخرى.
ومؤخراً صدر الأمر الملكي بتعيين الدكتور ماجد القصبي وزيراً جديداً لهذه الوزارة الهامة، ليحمل على عاتقه مسؤولية هذه الفئة المعدمة التي تصارع الحياة، فقط لتعيش ليس أكثر. وما نتمناه من الوزير الجديد أن يقوم بزيارات مفاجئة لدور الرعاية وأربطة الجمعيات الخيرية وغيرها بدون علم أحد أو سابق تنسيق، ليتأكد من مستوى الخدمات المقدمة ويسمع شكوى النزلاء بنفسه، وأن يبتعد عن الزيارات المعلنة والاستقبال الرسمي المصحوب بالورود والبخور والأطفال الذين يلبسون ملابس، قد لا يكونون قد لبسوها من قبل حتى في أحلامهم، ولكنهم ألبسوهم إيها لاستقبال الوزير، ناهيك عن تنظيف الأماكن التي سيمر منها الوزير، وإظهار أنه يتم تقديم خدمات فندقية خمسة نجوم لهذه الفئة. وما نتمناه أيضاً من الوزير هو زيارة مساكن المستفيدين من الضمان الاجتماعي والوقوف على متطلباتهم، والرفع للمقام السامي، كلما أمكن، لتعديل سلم معاش الضمان الاجتماعي بالزيادة بين فترة وأخرى، حيث أن الملك سلمان بن عبد العزيز تكرم بتعديل سلم معاش الضمان مؤخراً، وهو مهتم بهذه الفئة المحتاجة وبتحسين وضعها المعيشي.
نأمل من الوزير الجديد أن يعينه الله على خدمة هذه الفئة الضعيفة، التي ليس لها بعد الله إلا هو ووزارته، ولو قام بخدمتهم على أكمل وجه، فهنيئاً له دعواتهم.

 

المصدر : جريدة المدينة - 20-2-2015 م