عبدالرحمن اللعبون - جريدة اليوم

عدد القراءات: 1128

إن المعالجة السريعة للحوادث واتخاذ الإجراءات الوقائية التي تحد من حوادث الحريق واتباع الوسائل السليمة والسريعة لمكافحتها والعمل على الإقلال من حدوثها، وتعاون الجميع مع مسؤولي الدفاع المدني قفزة رائدة في طريق الوعي المطلوب الذي يحقق هدفا وضعت له الإمكانات للمحافظة على العنصر البشري والمحافظة على الممتلكات والإنجازات كي لا تهدر نتيجة لا مبالاة وإهمال أو تصرف غير سليم لمعالجة حالة قائمة، لذا فإن جهود الدفاع المدني

القائمة لن تصل إلى مبتغاها دون تضافر جميع الجهود، وهذا التطور في شتى المجالات العمرانية والتجارية والصناعية يستلزم مصاحبته بقدرات خاصة للمواطنين لمواجهة أي حدث.

الوعي العام له دوره في الوقاية والمكافحة، والتطوع في أعمال الدفاع المدني ومعرفة الخطوات العملية والتدريب عليها يمثل حجر الزاوية، فمن المهم الإعداد للقضاء على أي مخاطر ووقف أي أضرار يمكن أن تنشأ.

العمل التطوعي رسالة إنسانية عرفها الإنسان منذ التاريخ ومارسها الكثيرون لحماية أنفسهم وحماية من حولهم، ناهيك عن دوره البارز في المحافظة على الإنجازات واستمرار العطاء، وهذا أمر ندبنا إليه ديننا الحنيف في مساعدة الآخرين والحرص على نفعهم وإبعاد كل ما يضرهم، فالإنسان جزء من مجتمعه وعلاقته به متلازمة مع حياته فيه، بل وتتعداه إلى أبعد من ذلك.

وأعمال ومهام الدفاع المدني ما وضعت إلا لحماية الأنفس والممتلكات من جميع المخاطر التي يمكن وقوعها تحت مختلف الظروف، فتجد أن هناك تدابير كثيرة متبعة لتحقيق هذا الأمر، وهذه المسؤوليات وإن كانت تقع تحت أعمال الدفاع المدني، إلا أن الأمر بعمومه واجب إنساني تقتضيه شؤون الحياة ويتطلب تحقيقه وجود متطوعين يغطون أكبر مساحة ممكنة في مختلف القطاعات الرسمية والتجارية والصناعية والتعليمية وغيرها، يتم إعدادهم بصورة مركزة بحيث يتعرفون على الجوانب النظرية وينالون قسطا وافرا من التدريبات العملية على عمليات الإطفاء والإخلاء والإنقاذ والإسعاف.

والتطوع ينم عن أصالة النفوس وتبنيها الأخلاق الكريمة والمعاني النبيلة والشعور بالتكافل بين أفراد المجتمع الواحد المبني على الإيثار ونجدة الملهوف وحب الخير للجميع وبذل المستطاع من أجل إسعادهم ورفع الضرر الذي يقع عليهم ودفع الأذى الذي يتربص بهم.

وفي نفس الوقت يقدر المجتمع لمحب الخير ما يقوم به، ويفخر به ويعتز بكل حركة يقدمها من أجل مواساة المصاب ومساعدة المحتاج ومساندة الجهود البناءة، لذا فإن هذا الأمر يحتاج وبشدة إلى دعم جميع القوى الاجتماعية ومؤازرتها وتهيئة الطاقات البشرية من مختلف الأعمال والتخصصات والميول والأعمار، بل وبث روح العمل الاجتماعي والتطوعي في نفوس الصغار كي ينشأوا على قيم التعاون والمبادرة.

إن المتطوع إنسان واع لمسؤولياته التي يحملها تجاه مجتمعه ووطنه الذي قدم ويقدم له الكثير في كل لحظاته، والله لا يضيع أجر من عمل صالحا.

المصدر : جريدة اليوم - 25-2-2015 م