د. عامر بن محمد الحسيني - جريدة الاقتصادية

عدد القراءات: 1485

من المشاريع المتخصصة التي تخدم قطاعا مهما من قطاعات المجتمع، يشمل أبناءنا الطلاب والطالبات المحتاجين في مدارس المملكة ماديا ومعنويا. هذا المشروع يعد من المشاريع الأساسية التي تكفل للنشء تحقيق فرص متساوية للتعليم وتوفير أسباب العيش بكرامة في ظل ما يعيشه المجتمع من رفاه واستقرار معيشي. صدرت الموافقة على نظام المؤسسة الأساسي في رمضان عام 1431هـ وسجلت في وزارة الشؤون الاجتماعية، لتصبح «تكافل» مؤسسة خيرية رسمية لها شخصية اعتبارية مستقلة. حظيت المؤسسة بدعم كريم من خادم الحرمين الشريفين يقدر بنحو نصف مليار ريال سنويا. ويتم صرف جزء كبير من هذا المبلغ في برامج دعم الطلاب المختلفة التي تشمل الإعانة المالية المباشرة وبرنامج الوجبة الغذائية (موقع المؤسسة).

تهدف المؤسسة لتوفير الدعم للطلاب والطالبات المحتاجين في مدارس المملكة بما يحقق لهم استمرار تحصيلهم العلمي، دون تأثر بالظروف الأخرى التي تحيط بهم. وجود فئة محتاجة داخل المجتمع تجد الرعاية من الدولة والمجتمع المحيط بها سيحقق لها الاستقرار النفسي والمادي بما يقودهم لتحقيق فرص نجاح عليا مستقبلا.

تسعى المؤسسة لتوفير موارد دخل ذاتية، لتحقيق أهدافها من خلال الشراكات الاستراتيجية مع الجهات الرسمية والخاصة في المملكة. ويجب أن تستفيد هذه المؤسسة من كفاءات الأفراد المنتسبين لمؤسسة التعليم حتى تحقق لهم فرص العطاء وللاستفادة من خبراتهم في حل إشكالات المجتمع المحيط بهم مبتدئين بالاهتمام بأفراد المجتمع من المدرسة، حتى تصل إلى مسح بياني يغطي جميع الأسر المستفيدة من مؤسسات التعليم التي تشكل نسبة كبيرة جدا من المجتمع.

مشروع مؤسسة تكافل الخيرية هو نتاج تفكير ناجح لحل مشكلات عديد من الطلاب والطالبات من الأسر المتعففة التي تعاني كثيرا في تعليم أبنائها، أو توفير احتياجاتهم الأساسية. وهي مشروع مجتمعي تنموي مهم لأحد أهم قطاعات الدولة متمثلة في “التعليم” الذي يشرف على عدد كبير من المستفيدين في أنحاء المملكة كافة.

وجود هذه المؤسسة سيحقق قاعدة بيانات مهمة جدا للمستوى المعيشي والحالات الأسرية التي يعيشها أفراد المجتمع، ما سيحقق للمؤسسات الخيرية المتخصصة الأخرى فرصة لتقديم خدماتها لهؤلاء المحتاجين وفقا للمناطق التي يعيشون فيها، واعتمادا على الاحتياج الفعلي للأسر والأفراد المحيطين بها.

«تكافل الخيرية» متى ما فعّلت دورها الحقيقي في المجتمع فستكون موردا مهما جدا لمعالجة قضايا الفقر والحاجة، إضافة إلى التعرف على مشكلات المجتمع الأخرى من خلال الاستقصاء والاهتمام بجميع الحالات الطلابية وأسرهم ابتداء من محيط المدرسة.

المصدر : جريدة الاقتصادية - 1-7-2015