كلمة الأقتصادية - جريدة الأقتصادية

عدد القراءات: 971

يترأس ولي العهد الأمير محمد بن نايف وفد المملكة للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسط سلسلة لا تنتهي من التطورات والمستجدات وحتى الاستحقاقات على الساحتين الإقليمية والدولية، تضع كل بلدان العالم، ولا سيما البلدان المؤثرة أمام مسؤولياتها، من أجل عالم أكثر أمنا وأمانا وعدالة. ويمثل موسم اجتماعات الجمعية العامة للمنظمة الدولية، فرصة ليس فقط لطرح الأفكار والمواقف وعرض المستجدات، بل أيضا للقاءات الثنائية المهمة بين ممثلي الدول المشاركة في هذه الاجتماعات، وكلها لقاءات تسهم بصورة أو بأخرى في تعزيز التفاهم العالمي. هذا التفاهم مطلوب الآن بقوة، لوضع حد لكثير من المشكلات، أو على الأقل التخفيف من وطأتها، خصوصا تلك التي تمس الإنسان مباشرة.
وفد المملكة برئاسة الأمير محمد بن نايف، يحضر اجتماعات الأمم المتحدة، وهو يحمل سجلا تفخر به السعودية، على صعيد دورها في المسائل العالمية المختلفة، وحراكها السياسي على الساحة الدولية، فضلا عن إسهامها المباشر في تحقيق السلم العالمي، والعمل على الوصول إلى أفضل مستوى لهذا السلم الذي يتعرض للتهديد في هذه المنطقة أو تلك، خصوصا في الأعوام الماضية، التي شهدت ما يمكن اعتباره فوضى في صنع القرار العالمي، نتيجة انعزال دول كبرى، أو ابتعادها عن دائرة صناعة هذا القرار. يضاف إلى ذلك أن بلدانا عديدة تخلت عن مسؤولياتها الأخلاقية حيال عديد من القضايا، الأمر الذي أدى إلى استفحال هذه القضايا بصورة ليست سيئة بل خطيرة.
المملكة لم تتراجع عن أي دور لعبته في كل المجالات، ما عزز مصداقيتها على الساحة الدولية. كما أنها تلعب دورا مهما على صعيد تحقيق النمو الاقتصادي العالمي، خصوصا في السنوات القليلة الماضية التي أعقبت الأزمة الاقتصادية العالمية. لقد رصدت كل القدرات حتى التمويل المالي اللازم لمواصلة الحرب على الإرهاب، تلك الآفة التي نالت منها أكثر من أي بلد آخر. كما أنها دعت إلى نزع شامل للسلاح النووي في الشرق الأوسط، لما يمثله هذا السلاح من مخاطر على المنطقة والعالم، وعملت ضمن إطار المؤسسات الدولية إلى جانب عملها بصورة فردية على تحقيق أفضل مستوى لمواجهة تداعي أزمات اللاجئين التي انتشرت بشكل كبير في الأعوام الخمسة الماضية.
السعودية لم تقم فقط بدورها في المجال الإنساني وفق الاتفاقات الدولية، بل قامت أيضا بأعمال إنسانية مختلفة، هي في الواقع امتداد لعملها التاريخي في هذا المجال. وكان أخيراُ تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي قام بسلسلة من المشاريع، حققت أهدافها ضمن الأطر التي وضعت لها. وقامت المملكة بتسديد كل التزاماتها العالمية الخاصة بالجوانب الإنسانية، في حين أن بلدانا كبرى لم تقض هذه الالتزامات كلها. وقد شددت مجموعة الـ 20 في أكثر من مناسبة على أن السعودية تتصدر قائمة البلدان الأكثر التزاما بتعهداتها داخليا وخارجيا. وأقدمت الرياض على طرح سلسلة من المبادرات ليس فقط لتحسين الأوضاع الإنسانية الحالية، بل أيضا للتوصل إلى حلول مستدامة لها.
لم تتوقف المملكة عن العمل لإحقاق الحق والعدالة وتمكين حقوق الإنسان، وفق الشريعة الإسلامية السمحة، وعملت مع كل المؤسسات المعنية بهذا الاتجاه، بل قدمت أيضا ما يدعم التوجه الخاص بحقوق الإنسان.
يصل وفد المملكة برئاسة ولي العهد إلى نيويورك للمشاركة في الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي جعبته “ذخيرة” لا تنتهي من الإنجازات التي تختص بكل شيء من حقوق الإنسان، إلى البيئة والمناخ، ومصادر الطاقة، والعمل الإنساني، والنمو الاقتصادي العالمي، إلى آخر المسائل التي تختص بالحراك العالمي.

المصدر : جريدة الأقتصادية - 20 سبتمبر 2016م