عبده خال - جريدة عكاظ

عدد القراءات: 861

قامت وزارة الإسكان بالرد على مقالتي المعنونة بـ«بالله عليكم يا إسكان لا تفكروا كثيرا»، والرد إزاء أي قول أو رأي إما أن يكون نافيا أو موضحا الالتباس إلا أن رد الوزارة قام على استعراض مجهودات الوزارة فيما أنجزت من مشاريع، والتي جاءت معظمها معلقة على حبل نشر الأماني المستقبلية، تلك الأماني جفت ونحن ننتظر أن نفاخر بلباسها.
وإذا كان الرد اعتصم بأن برنامج دعم بعض فئات المجتمع غير القادرة على سداد أجرة المسكن جاء من مجلس الوزراء كحماية في عدم انتقاد الوزارة فبالإمكان القول بأن مجلس الوزراء تعب مع مشاريعكم المؤجلة فأراد أن يسد فجوة عجزكم باستصدار
قرار يحمي المواطنين غير القادرين على دفع إيجار ريثما تشمروا عن ساعد الجد، في حين أنه كان من الضروري أن تنجز الوزارة عملها بإيجاد مسكن لهذه الفئات بدلا من دفع الإيجارات.
وهذه هي النقطة الجوهرية والأساسية التي قامت عليها المقالة كما أن الرد لم يكن شاملا للإجابة عن بقية الأسئلة وأهمها أن الوزارة لاتزال عاجزة عن تحقيق الأهداف المرجوة منها، أما ما جاء من ذكر المشاريع التي سوف تقوم بها الوزارة فقد (انذبحنا) من الوعود المؤجلة.
فبالله عليكم يا (إسكان) منذ متى وأنتم تعدون بتسليم منتجاتكم ولم تفعلوا؟ لقد طالت مدة وعودكم ونحن أصبنا بـ(التقيح) من نفخنا على صبرنا الممتد حتى غدا حلم المسكن استجداء دفع الإيجار.
وأقول لكم: في زمن (الشبع) التهمت وزارتكم مليارات الريالات وكان من المفترض أن تلك المليارات قد أنجزت مدنا في كل مدينة وعلى الأقل تكون إنجازاتكم قد حققت تقليل نسبة أعداد السعوديين الباحثين عن سكن، فخلال خمس سنوات ظلت نسبة ما أنجزته الوزارة (نسبة ضئيلة) ولا شيء يذكر مقابل المليارات الضخمة التي صبت في ميزانية الوزرة خلال تلك المدة.
فهل تعلم الوزارة أن 80% من المواطنين لا يملكون سكنا، وهذه النسبة وردت في صحيفة محلية معتبرة وإن نازعتها أخبار أخرى بأن عدد المواطنين الذين لا يمتلكون سكنا 60% وبين النسبتين تقبع خيبة الأمل وعندما تتحدث الوزارة عن نهجها في إستراتيجية الرؤية فإننا غير واثقين من الكلام الإنشائي الذي ورد في الرد على المقالة، فمطالبتنا بالسكن فعل يؤكده الواقع وليس (قطعة تعبير) لا يمكن لها أن تحصد درجة النجاح عطفا على كل ما قيل من وعود حتى ظهرت النتيجة بأن بعض المواطنين يستجدون دفع إيجار مسكنهم.

المصدر : جريدة عكاظ - 24 أكتوبر 2016م