عدد القراءات: 1903
قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إن المملكة العربية السعودية تولي اهتماما كبيرا بكافة البرامج والأنظمة والمشاريع التي تعنى برعاية الطفل التي تؤكدها تعاليم ديننا الحنيف، وقال الملك عبد الله بن عبد العزيز في كلمة بمناسبة افتتاح فعاليات المؤتمر الإقليمي الثالث لحماية الطفل تحت شعار (نعمل معا من أجل طفولة آمنة) ألقاها نيابة عنه وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة إن رعاية الطفل تمليها علينا القيم الراسخة لهذا الوطن وأبنائه الكرام.
وأشار خادم الحرمين الشريفين إلى أن المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي صادقت على اتفاقية حقوق الطفل، وأعطت برامج حماية ورعاية الطفل أهمية قصوى، حيث أنشأت البرامج لتطوير موهبة الطفل وحمايته، وتطوير قدراته ورعاية صحته.
وقال الملك عبد الله “لقد ركزت خطط التنمية على هذه البرامج، وخصصت الميزانيات المناسبة لها، وكم يؤلمنا ويؤلمكم ما يلقاه الطفل العربي من معاناة وأذى من بعض فئات المجتمع مما يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي والأخلاق العربية النبيلة”.
ونوه خادم الحرمين الشريفين إلى أن المملكة تعلم أن هذه التجاوزات تؤدي إلى أخطار جسيمة على مستقبل الأمة، وتفقدها مقومات الاستثمار في أجيال النمو والتطوير والبناء، مضيفا”ونحن على يقين أن هذا المؤتمر سوف يناقش الهموم والمخاطر، ونتطلع معكم للخروج بنتائج وتوصيات تعود بالفائدة والنفع على الأمة العربية والإسلامية.
وأشاد خادم الحرمين الشريفين بهذا الخصوص ببرنامج الأمان الأسري والبرامج الأخرى التي تخدم هموم الطفولة في وطننا الغالي والأمة العربية والإسلامية والعالم كافة.
وكان وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة افتتح أمس في الرياض فعاليات المؤتمر العربي الإقليمي الثالث لحماية الطفل تحت شعار (نعمل معا من أجل طفولة آمنة) والذي يستمر أربعة أيام في الفترة من 4 إلى 7 ربيع الأول 1430 هـ في فندق الإنتركونتننتال، وذلك نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وبحضور أكثر من 1000 مشارك يمثلون 22 وفداً عربياً ودولياً، وبحضور كل من وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز الخوجة.
وشكل الأطفال لوحة لافتة عبر تقديم 6 أطفال لفقرات الحفل، كما شارك 117 طفلاً في أداء أوبريت غنائي مميز.
وقالت المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الدكتورة مها المنيف في كملة ألقتها نيابة عن رئيس برنامج الأمان الأسري الوطني الأميرة صيتة بنت عبد العزيز إن “انعقاد المؤتمر الإقليمي العربي الثالث لحماية الطفل يُعد رعاية أبوية غامرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – حفظه الله – وهو في الوقت ذاته أمل إنساني ولد في وجدان مجموعة من المواطنات السعوديات في شتى المجالات الطبية والنفسية والاجتماعية والأكاديمية، ونحن نعمل لتحقيق الأمل فتحول الضوء لذلك الأمل لنهاية النفق بمؤتمر حماية الطفل”.
إلى ذلك أكد المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني ورئيس اللجنة الإشرافية للمؤتمر الدكتور بندر القناوي أن “هذا المؤتمر الذي ينظمه برنامج الأمان الأسري بالتعاون مع الشؤون الصحية للحرس الوطني وجامعة الملك عبد العزيز للعلوم الصحية والمنظمة الدولية للوقاية من إساءة الطفل وإهمال الطفل، والذي يعقد برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه وتأتي هذه الرعاية الكريمة امتدادا لدعمه حفظه الله للطفولة. حيث رعى البرنامج ودعمه منذ بداياته. كما رعى بالإضافة إلى أطفال المملكة العديد من أطفال العالم، وما تبنيه لعمليات فصل التوائم السيامية والتي أجريت لأطفال من ثلاث عشرة دولة إلا تأكيد لإنسانيته ورعايته الشاملة لأطفال العالم”.
وأضاف أن “الموافقة السامية على إنشاء برنامج الأمان الأسري الوطني الذي نص في قرار إنشائه بأن يكون داعما لإرساء أسس مجتمع واع وآمن تكون الأسرة أساسه ومحوره إلا جزءا من هذا الاهتمام. كما أن إنشاء البرنامج ارتكز في رسالته على تعاليم الدين الإسلامي، مستفيدا من العلوم والتنظيمات العالمية بما يحقق الهدف الذي وضع من أجله”.
من جانبه أكد رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند) الأمير طلال بن عبد العزيز خلال افتتاح فعاليات المؤتمر العربي الإقليمي الثالث لحماية الطفل، إنه لمن المثير أن تنمو ظاهرة الإساءة للأطفال وتنتشر في بلداننا العربية رغم توقيعها على الاتفاقيتين الدولية والعربية لحقوق الطفل.
وأشار إلى أنه “مهما تعددت مواد الاتفاقيات فلن تصل إلى كمال تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف والأديان السماوية الأخرى، التي تهذب النفوس فتفيض القلوب رحمة تجاه الإنسانية عامة، والأطفال على وجه الخصوص”.
وأضاف الأمير طلال “الأمر يحتاج إلى وقفة نحكم بها ضمائرنا، ونراجع الخطط والسياسات والاستراتيجيات نحو الطفولة، بعيداً عن التفاعل الوقتي مع القصص المحزنة عن المعاناة التي يتعرض لها بعض أطفالنا”، قائلا “وإن كان التجاوب مع تلك القصص تطوراً نراه محموداً لفهم بواعث هذه الظاهرة، إلا أن ذلك لا يغني عن تأسيس آلية عملية للقضاء على أسبابه”.
وأوضح الأمير طلال” ليس من الصحيح أن نتصدى لظاهرة الإساءة للأطفال بمعزل عن مسبباتها ودوافعها، المستمدة من ظاهرة المعاناة العامة التي تشهدها مجتمعاتنا العربية، تلك المعاناة التي تنعكس آثارها السلبية بلا جدال على الأطفال”.
وشدد الأمير طلال على ضرورة ألاّ يكون الاهتمام بظاهرة الإساءة للأطفال استجابة لضغوط الإحصاءات عن تنامي العنف الأسري، ولا تماشياً مع التصعيد العالمي الذي لا يكون في معظم الأحيان منزهاً عن الهوى، ولكن ينبغي أن يكون اهتماماً نابعاً من إيماننا بحقوق المحرومين والأقل حظاً في التنمية”.
من جانبه أكد وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله آل سعود لـ “الوطن” أن أكثر ما شدَّ انتباهه الإحصائيات التي أعلنت عن الإساءة للأطفال، مبيناً أن 61 حالة عنف أسري يدل على أن البلد بخير، وقائمة على الكتاب والسنة النبوية، وأضاف أن الإساءة للأطفال في السعودية تعد ظاهرة فردية وشاذة.
ومن جانبه، أكد وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين أن العنف الأسري ليس ظاهرة، مضيفاً أنه مازال في الحدود الفردية المنعزلة، وقال إنه سيتم إنشاء دور للحماية في جميع مناطق المملكة، وكذلك البدء في إعداد استراتيجية وطنية للحماية الاجتماعية.
وقال وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة “كلنا شركاء في حماية أبنائنا، مبيناً أن التشريعات للحد من الإساءة للأطفال تشارك بها أربع وزارات من خلال لجان متخصصة، وتنظر حالياً في مجلس الشورى.
المصدر: صحيفة الوطن 5 ربيع الأول 1430هـ الموافق 2 مارس 2009م