عدد القراءات: 2007

فهد العتيبي- سبق- الطائف: دعمَ محافظ الطائف، فهد بن عبدالعزيز بن معمر، الجهود الإنسانية المُثمرة التي بذلتها الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، بالمُشاركة مع الشؤون الاجتماعية، لإنهاءِ مُعاناة مقيم فلسطيني سبعيني يُدعى أحمد الدهيني.

ونجحت الجهات المشاركة في الوصول إلى “الدهيني” في مقر سكن كفيله، بعدما أخفاه هذا الأخير داخل بدروم صغير يفتقد إلى أبسط وسائل الحياة.

وكان المقيم الفلسطيني ظلّ يُعاني في محبسه, ويتبول داخل عُلب مُجمعة لديه؛ لكون دورة المياه بعيدة عنه، و يُعاني بسبب مرض الغرغرينا.

وكان الكفيل ترك “الدهيني” وأهمله لأكثر من عام، حيث كان يعيش المقيم الفلسطيني على أحد الأرصفة بالمنطقة الصناعية في الطائف، واكتشفته “حقوق الإنسان” في اليوم السابع من شهر ذي القعدة من العام الماضي ، ونشرت “سبق” تفاصيل تلك الواقعة وشرحت المعاناة والجهود التي بُذلت من ممثل “حقوق الإنسان” عادل الثبيتي، للتعامل مع الحالة.

وتشكلت لجنة ثلاثية من المحافظة ودار الرعاية الاجتماعية و”حقوق الإنسان”، بدعم من محافظ الطائف، للتعامل مع القضية، ونقلت اللجنة المقيم، أمس، من العمارة التي ظلّ مخفياً فيها إلى دار الرعاية الاجتماعية ، بعد صدور توجيه من وزير الشؤون الاجتماعية باستضافة المقيم الفلسطيني بناءً على خطاب مرفوع له من محافظ الطائف.

ومن المقرر مخاطبة مكتب العمل والجهات المعنية لمتابعة وضع المقيم الفلسطيني ومنحه كافة حقوقه.

وقال ممثل الجمعية الوطنية لـ”حقوق الإنسان” بالطائف، عادل بن تركي الثبيتي لـ”سبق”: “الجمعية تلقت بلاغاً بخصوص وضع هذا المقيم ومعاناته مع كفيله وحالته الصحية، وتبين أنه يُقيم على أحد الأرصفة منذُ عام، وتم نقله إلى مستشفى الملك فيصل بالطائف، حيث أجريت له العناية الطبية اللازمة”.

وأضاف: “بعد ذلك عاد هذا المقيم إلى الرصيف لعدم وجود سكن له، وفي هذه الأثناء تقرر توجيه خطاب من مكتب العاصمة المقدسة إلى محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر, لإنهاء معاناة هذا الوافد ومنحه كامل حقوقه، وتقديم العناية الطبية له”.

وأردف: “وبالفعل تفاعل المحافظ مع الحالة بكل اهتمام، ووجه الجهات المختصة بمتابعة وضعه لكن الكفيل سارع بإخفاء هذا المقيم في أحد المنازل بحي الشهداء حتى لا تصل إليه جهات الاختصاص”.

وتابع: “بفضلٍ من الله عز وجل، وبعد بحث مكثف، تم التوصل إلى مكان المقيم الفلسطيني ونقله إلى دار الرعاية الاجتماعية بالطائف، حيث انتقل إليه ضابط الاتصال بالمحافظة علي بن يحيى العمري، وفريق من دار الرعاية الاجتماعية بقيادة فهد العصيمي، وممثل الجمعية لحقوق الإنسان بالطائف عادل الثبيتي، وتم نقله إلى دار الرعاية الاجتماعية، وقُدمت له العناية الطبية والاجتماعية”.

وثمّن الثبيتي جُهد محافظ الطائف ومتابعته للحالة، وأشاد بدور ضابط الاتصال، ومدير الرعاية الاجتماعية، مؤكداً أن حالة هذا المقيم ستلقى كل اهتمامٍ لإنهاء معاناته.

وكانت “سبق” قد نشرت تفاصيل الحالة في حينه، وأوضحت أن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان ساهمت في نقل مُسن فلسطيني مصاب بالغرغرينا والسكر والضغط لمستشفى الملك فيصل بالطائف؛ إذ كان يقيم بأحد الأرصفة بالمنطقة الصناعية في المحافظة منذ أكثر من عام، بعد أن ضاقت به السُّبل، وظل وحيداً في البلاد.

و المُقيم الفلسطيني “أحمد عوده الدهيني” (75 عاماً) كان يعمل في مجال الصحة بالطائف 27 عاماً إلى أن أُحيل للتقاعد، وبعدها سافر إلى مصر، لكنه لم يستطع البقاء، وعاد للسعودية مرة أخرى، وعملَ في ورشة حتى استغنى عنه كفيله، ولم يوف له حقوقه منذُ 12 عاماً.

وقال المُقيم الفلسطيني إنه ليس له أحد من معارفه أو قريب داخل السعودية، ويقيم أبناؤه في مصر، ولا يعلم عنهم شيئاً.

ولم يستطع “الدهيني” مقاومة ظروفه الحياتية؛ وأُصيب بالعديد من الأمراض، ولم يجد أمامه سوى تحويل جزء من أحد أرصفة المنطقة الصناعية ليكون سكناً له منذُ عام، وعرفه سالكو الطريق، وكانوا يقدمون له بعض المُساعدات.

وتدخلت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان عن طريق ممثلها بالطائف “عادل بن تركي الثبيتي”، الذي اطلع على وضع المقيم الفلسطيني، وجلس معه يستمع لأقواله، وحدد حالته.

وتولى “الثبيتي” التنسيق مع الهلال الأحمر، وأحضر إسعافاً تولى نقله للمستشفى، حيث نُوّم لمُتابعة أوضاعه الصحية، لا سيما أنه كان يُطبب نفسه بطرق خاطئة، تسببت في تدهور حالته الصحية.