مبادرة أطفالنا.. عملٌ يستحق الإشادة
إبراهيم بن سعد الماجد - جريدة الجزيرة
العمل التطوعي، الذي يبتغي به الإنسان ما عند الله من أشرف وأنبل الأعمال، وهو أيضا مما يدخل على النفس الراحة ويمنحها الطمأنينة.
في العالم الغربي تكثر مؤسسات النفع العام، وهيئات الأعمال التطوعية، ولها دور بارز ومؤثر في المجتمع، لكن في عالمنا العربي والإسلامي تكاد هذه المؤسسات تُعد على الأصابع، وأثرها بكل أسف محدود، حيث يرى الناس أن المسؤولية مسؤولية الدولة، بينما الصحيح أن الكثير من قضايا المجتمع بحاجة إلى مؤسسات تطوعية لا تحكمها بيروقراطية الأجهزة الحكومية.
في وطننا المملكة العربية السعودية كوكبة من الشباب التواقون إلى العمل التطوعي النوعي، وكان لبعضهم محاولات نجح بعضها إلى حد ما وفشل البعض الآخر، وهؤلاء الذين فشلوا أو بالأصح فشلت محاولاتهم بسبب عدم وجود نظام واضح لهذه الجهود.
مبادرة جميلة لأطفالنا مرضى السرطان -شفاهم الله وعافاهم- في غاية الأهمية (مبادرة أطفالنا) تهدف إلى إدخال البهجة والسرور على هؤلاء الأطفال، مقرها مركز الملك فهد لأورام السرطان التابع لمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض تم افتتاح صالة تحتوي على بعض الأنشطة المحببة للأطفال كالرسم، بالإضافة إلى محاولة هذه المبادرة إدخال الفرحة على قلوب هؤلاء الصغار بتحقيق بعض أمنياتهم سواء كانت هذا الأمنيات لقاء مع شخص مشهور كقارئ مشهور أو إعلامي معروف أو مشاهير كرة القدم وغيرهم، أيضاً تحقيق محاولة توفير ما ينقصهم من أجهزة ترفيهية لم تستطع أسرهم توفيرها لهم لظروفهم المادية.
من مناشط هذه المبادرة:
أولا: منهج البرنامج
يقوم البرنامج على منهج علمي يسهم في تحقيق الهدف المنشود من المبادرة ويعتمد على:
– نظرية المحاولة والخطأ للعالم ثورندايك.
– مبدأ تحدي القدرات.
– مبدأ الفرصة الكاملة.
ثانياً: التدريب
يحتاج العاملون والمتطوعون في هذا البرنامج إلى تدريب خاص لكي يتمكنوا من التعامل مع الأطفال بكل كفاءة ويكون العمل بالنسبة لهم وللأطفال متعة ومن أهم ما يجب أن يتدرب عليه العاملين:
– التعارف (بطاقات تعريف).
– النداء.
– تجنب استخدام فعل الأمر واللا الناهية.
– الحوار وبناء الأسئلة المحفزة (أسئلة إجابتها لا تكون نعم أو لا).
– احترام توجيهات المستشفى.
– تجنب المواقف الإنسانية.
– التدريب المستمر.
ثالثاً: الأنشطة.
– أدب الطفل
المكتبة: الاستفادة من الفراغات في غرف الأنشطة والممرات لعمل مكتبات صغيرة في أكثر من مكان في المركز يسهل الوصول إليها في أي وقت وتحتوي على مجموعة من الكتب والقصص المتنوعة لتناسب أكثر من مرحلة عمرية بما في ذلك المرافقين.
القراءة للأطفال: يحدد وقت يتناسب مع أغلب الأطفال المنومين في المركز ويقوم بذلك أحد منسوبي المبادرة أو منسوبي المركز بعد تدريبه على القراءة للأطفال بالقراءة لهم من كتاب أو قصة مختارة.
القراءة الذاتية: متاحة للأطفال والمنسوبين والمرافقين طوال اليوم ويمكن أن ينظم وقت لذلك إذا دعت الحاجة
– الفنون البصرية:
الورش الفنية: ورشة أسبوعية لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات يقدم فيها نشاط يعتمد على الفنون التشكيلية وتعرض أعمال الأطفال في مكان الورشة ثم تجمع للاستفادة منها لاحقا
الدورات الفنية: تعقد الدورة كل ستة أسابيع لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات وتمتد إلى يومين متتالين وتقدم بعض المفاهيم البسيطة في مجال من مجالات الفنون البصرية كالخط والتصوير الضوئي… إلخ…
المعارض
– تحويل ممرات وصالات الأنشطة بالمركز إلى معرض دائم بما ينتجه الأطفال من الأنشطة في مجالات الفنون البصرية.
– يقام كل ستة أشهر معرض ويستمر لمدة يوم واحد ويعرض فيه جميع أنشطة المبادرة. ويمكن أن يكون داخل المركز ويدعى له بعض المسئولين حسب التفاهم مع إدارة المركز.
المسرح
يقام عرض مسرحي كل شهرين لا يزيد مدة العرض على ساعة بمسرحية مختلفة في كل عرض.
المحاضرات
يقام شهرياً محاضرة أو ندوة في حدود ساعة ونصف من الزمن تقريباً ويكون الضيف والموضوع المقترح بمعرف إدارة المستشفى ويستهدف بها المرافقين ومنسوبي المركز.
– الأيام الترفيهية
يستقطب لها فرقة من الفرق المتخصصة في المجال ويكون النشاط عبارة عن ألعاب صغيرة في حدود إمكانات الأطفال نزلاء ومراجعي المستشفى.
هذه هي (مبادرة أطفالنا) مبادرة فردية تفاعل معها بعض الكرام من أطباء وإداريين ومنفقين، في أولى أيامها حققت رغبات بعض الأطفال في شراء بعض ما يتمنون.
رسالتي التي أتمنى أن تصل أن يتفاعل مع هذه المبادرة كل موسر، وأن نرى هذه المبادرة في جميع مستشفياتنا خاصة المعنية بالأطفال.
وإنني أعلن من هذا المنبر استعدادي لتسهيل مهمة أي رجل أعمال يريد أن يساهم في نقل هذه التجربة إلى مستشفياتنا في مناطق مملكتنا الغالية.
الشكر أجزله للإخوة القائمين على هذه المبادرة، لا حرمكم الله أجرها.
والله المستعان.
المصدر : جريدة الجزيرة - 12-5-2015