عبد الله منور الجميلي - جريدة المديتة

عدد القراءات: 952

ما أجمل التَّجَارب واللمسات التي تنطق بالإنسانية؛ فتلك تستحق الوقوف عندها، بل والإفادة منها واستنساخها، واليوم هناك نموذجان لتلك التجارب:
فالعِيْد السنوي للعُمَّال وافق بداية الأسبوع الماضي، وإحدى شركات الصِّرَافة الإماراتية احتفلت بعمالتها بطريقة مبتكرة وأكثر رفاهية؛ فتقديرًا لجهود وإخلاص سائقيها، ومَن يعملون لديها في النظافة والبُوفِيه دعَتهم لعشاء أسطوري بأحد الفنادق ذات الخمس نجوم، أقلّتهم إليه سَيَّارات الهَمَر، حيث كان في استقبالهم، والترحيب بهم أعضاء مجلس الإدارة، وبعد الاحتفالية نُظِّمت لهم جولة حُرّة فاخِرة، عادوا بعدها إلى سكنهم وحياتهم البسيطة؛ لكن من المؤكد بأنّ قلوبهم قَد نبضَت بالسعادة والإقبال على الحَياة، والأمل بأن غيرهم يَشْعر بهم، ويُثَمّن عطاءاتهم!
لَفْتَة رائعة كم أتمنى أن نستلهِم منها العِبْرَة والخِبرة في تعاملنا مع أولئك الطيّبين، وأن نستثمر شهر رمضان الكريم في احتضانهم، ودعمهم، وتكريمهم؛ فهُم يستحقون!
تجربة أخرى رأيتها في الإسكندرية قبل أيام، حيث دَشّنَت مُحَافَظَتِها (مشروع سِمَارت كَار)، فسلّمت لمجموعة من الشباب عَرَبَات صغيرة ذات تصميمات جَذّابة، تعمل بالطاقَة الشّمسِيّة، تكلفتها (6000 جنيه مصري)، أي (2300 ريال تقريبًا)، يدفع الشاب (50%) مِن قيمتها، والباقي بأقساط ميسرة!
تلك العَرَبَات منتشرة على الشاطئ، وقَد جَلَبَت -بعد فضل الله تعالى- الرِّزْق الحَلال لأولئك الشباب وأُسَرِهم، كما أكد لِي بعضهم!
حقيقةُ، ما قامت به (محافظة الإسكندرية) تجربة رائدة، يمكن تطبيقها عندنا، ولاسيما مع شبابنا محدودي التعليم، على أن يتم تحرير الحدائق والشواطئ والميادين، وأماكن التجمعات من سِجْن أكشاك وفروع الشركات والمؤسسات الكبرى، لتكون ساحة تفتحُ أبواب الخير لطائفة من أبناء الوطَن!

 

المصدر : جريدة المديتة - 14-5-2016