المتقاعدون.. حقوق منتظرة وقضاء مستقل
بدر أحمد كريم - جريدة المدينة
أصبحَ المتقاعدون ذكوراً وإناثا غارقين في بحْرٍ لُـجِّيّ، إذا أخرجُوا أيْدِيَهُم لَـمْ يَكَادوا يَرَوْنها، وهم يسألونَ اللهَ اللُّطف من: مرتبات تقاعدية ضئيلة، القسطُ الأكبُر منها يذهب للسكن ( 47 %) وهُمْ يطالبون بحقوق جاء التقاعدُ برسالة تحملُ في طياتـها: الوفاءَ، والتقديرَ، والعدْلَ، والكرامة، وأحسبُ أنّهُ من السهل حدوثُ نوْع من التفاهم بينهم وبين مؤسستهم ( مؤسسة التأمينات الاجتماعية) لَوْ أعْطَى بعضُ مسؤوليها معاناة المتقاعدين والمتقاعدات أذناً صاغيةً، وقلباً واعيا، ولَمْ تتركهم مؤسستُهم عبئا على أنفسهم، وعالة على مجتمعهم، وحسّنت صورتـها التي وصفَها بعضُهم بأنـها ” لا تخلو مِن بَحْر من الألفاظ، وعجْز عن الأفعال، وهروب من مواجهة الواقع” وكم أتمنى لو يقرأُ المحافظُ الجديدُ لمؤسستهم ( سليمان بن عبد الرحمن القويز ) ما قاله أحدُ المستشارين الاقتصاديين السعوديين (فضل البوعينين) عن التحديات التي تواجه المتقاعدين التي وصفها بأنـها “تنتهكُ تحتَ ذرائعَ مختلفة، وبدعمٍ مباشر من الإدارة القانونية، التي لا يمكن أن تفصل في قضايا المشتركين، لأسباب مرتبطة بتقاطع المصالح” (ملحق الرياض الاقتصادي، 17 جمادى الآخرة 1434هـ، ص 5) وكم أتمنى أيضا أن يتمعن المحافظُ جيداً فيما طالبَ به الرجُل من” وجودِ جهةٍ قضائيةٍ مستقلّة، يمكنها مباشرة اعتراضات المشتركين، وتظلماتـهم ضد المفتشين ومديري المكاتب، الذين يعتمدون الظنّ وسيلةً لإثبات المخالَفة، وحِرْمان المشتركين مِنْ سنوات نظامية، ويعرضونَ عن الحقيقةِ الدامِغة، التي تَدِين المفتشين ومديريـهم” أما نظامُ المرافعات فهو- كما قال: ” في حاجة إلـى إعادة تنظيم بما يسمحُ للمشترك بمواجهة المفتشِ أمام هيئة قضائية مستقلة، تحققُ العدالة للجميع” لافتا إلـى أنّ المفتش ” يُمثّل التأمينات، وكذلك مديرُ المكتب” ومن هنا ” لا يمكن أن يباشِرَ نظرَ القضية مسؤولٌ من التأمينات الاجتماعية، وإن كانْ يمثل الإدارة القانونية” مضيفا إلـى ذلك أن المفتش المنتدب للتأكد من اعتراضاتِ المشتركين” لا يمُكن أنَ يكون مستقلاً طالما أنه موظفٌ في التأمينات، وينتمي لإدارة التفتيش في أيٍّ من المستويات والمواقع” لافتاً إلـى أنّ الانتماء ” يتسببُ دائما في التأثير على القرار الـمُتّخذ، وهو تأثير يكون في مصلحة المفتش والتأمينات لا المشترك”.
المتقاعدون والمتقاعدات لا يطالبون بشيء سوى إنصافُهم، وإذا لَمْ يُنْصَف المتقاعدون والمتقاعدات، فهناك خطورةٌ حقيقية بالمرحلةِ التي يعيشونـها، يمكن أنْ تؤديَ إلـى موْت المشاعر الوطنية، وهبوطِها، وتحللها، وهذا لا ينبغي أن يكون،
فالله الله بالمتقاعدين والمتقاعدات يا معالـي المحافظ،.
المصدر : جريدة المدينة - 24 جماد الآخر 1434هـ الموافق 4 مايو 2013م